کد مطلب:109825 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:160

خطبه 107-حادثه های بزرگ











ومن خطبة له علیه السلام

وهی من خطب الملاحم

الله تعالی

الْحَمْدُ للهِِ الْمُتَجَلِّی لِخَلْقِهِ بِخَلْقِهِ، وَالظَّاهِرِ لِقُلُوبِهِمْ بِحُجَّتِهِ، خَلَقَ الْخَلْقَ مِنْ غَیْرِ رَوِیَّةٍ، إِذْ كَانَتِ الرَّوِیَّاتُ لاَ تَلِیقُ إِلاَّ بِذَوی الضَّمائِرِ، وَلَیْسَ بِذِی ضَمِیرٍ فِی نَفْسِهِ. خَرَقَ عِلْمُهُ بَاطِنَ غَیْبِ السُّتُرَاتِ، وَأَحَاطَ بِغُمُوضِ عَقَائِدِ السَّرِیرَاتِ.

و منها فی ذكر النبی صلی الله علیه وآله

النبی علیه السلام

اخْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْأَنْبِیَاءِ، وَمِشْكَاةِ الضِّیَاءِ، وَذُؤَابَةِ الْعَلْیَاءِ، وَسُرَّةِ الْبَطْحَاءِ، وَمَصَابِیحِ الظُّلْمَةِ، وَیَنَابِیعِ الْحِكْمَةِ.

فتنة بنی امیة

و منها: طَبِیبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ، قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ، وَأحَمَی مَوَاسِمَهُ، یَضَعُ من ذلِكَ حَیْثُ الْحَاجَةُ إِلَیْهِ، مِنْ قُلُوبٍ عُمْیٍ، وَآذَانٍ صُمٍّ، وَأَلْسِنَةِ بُكْمٍ; مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ، وَمَوَاطِنَ الْحَیْرَةِ. لَمْ یَسْتَضِیئُوا بِأَضْوَاءِ الْحِكْمَةِ، وَلَمْ یَقْدَحُوا بِزِنَادِ الْعُلُومِ الثَّاقِبَةِ; فَهُمْ فِی ذلِكَ كَالْأَنْعَامِ السَّائِمَةِ، وَالصُّخُورِ الْقَاسِیَةِ. قَدِ انْجَابَتِ السَّرائِرُ لِأَهْلِ الْبَصَائِرِ، وَوَضَحَتْ مَحَجَّةُ الْحَقِّ لِخَابِطِهَا، وَأَسْفَرَتِ السَّاعَةُ عَنْ وَجْهِهَا، وَظَهَرَتِ الْعَلاَمَةُ لِمتَوَسِّمِهَا. مَا لِی أَرَاكُمْ أَشْبَاحاً بِلاَ أَرْوَاحٍ، وَأَرْوَاحاً بِلاَ أَشْبَاحٍ، وَنُسَّاكاً بِلاَ صَلاَحٍ، وَتُجَّاراً بِلاَ أَرْبَاحٍ، وَأَیْقَاظاً نُوَّماً، وَشُهُوداً غُیَّباً، وَنَاظِرَةً عُمْیَاً، وسَامِعَةً صَمَّاءَ، وَنَاطِقَةً بُكْماً! رَایَةُ ضَلاَلٍ قَدْ قَامَتْ عَلَی قُطْبِهَا، وَتَفرَّقَتْ بِشُعَبِهَا، تَكِیلُكُمْ بِصَاعِهَا، وَتَخْبِطُكُمْ بِبَاعِهَا. قَائِدُهَا خَارِجٌ مِنْ الْمِلَّةِ، قَائِمٌ عَلَی الضِّلَّةِ; فَلاَ یَبْقَی یَوْمَئِذٍ مِنْكُمْ إِلاَّ ثُفَالَةٌ كَثُفَالَةِ الْقِدْرِ، أَوْ نُفَاضَةٌ كَنُفَاضَةِ الْعِكْمِ، تَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الْأَدِیمِ، وَتَدُوسُكُمْ دَوْسَ الْحَصَیدِ، وَتَسْتَخْلِصُ الْمُؤْمِنَ مِنْ بَیْنِكُمُ اسْتَخْلاصَ الطَّیْرِ الْحَبَّةَ الْبَطِینَةَ مِنْ بَیْنِ هَزِیلِ الْحَبِّ. أَیْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ، وَتَتِیهُ بِكُمُ الْغَیَاهِبُ، وَتَخْدَعُكُمُ الْكَوَاذِبُ؟ وَمِنْ أَیْنَ تُؤْتَوْنَ، وَأَنَّی تٌؤْفَكُون؟ فَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، وَلِكُلِّ غَیْبَةٍ إِیَابٌ، فَاسْتَمِعُوا مِنْ رَبَّانِیِّكُمْ، وَأَحْضِرُوهُ قُلُوبَكُمْ، واسْتَیْقِظُوا إِنْ هَتَفَ بِكُمْ، وَلْیَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَلْیَجْمَعْ شَمْلَهُ، وَلْیُحْضِرْ ذِهْنَهُ، فَلَقَدْ فَلَقَ لَكُمُ الْأَمْرَ فَلْقَ الْخَرَزَةِ، وَقَرَفَهُ قَرْفَ الصَّمْغَةِ. فَعِنْدَ ذلِكَ أَخَذَ الْبَاطِلُ مَآخِذَهُ، وَرَكِبَ الْجَهْلُ مَرَاكِبَهُ، وَعَظُمَتِ الطَّاغِیَةُ، وَقَلَّتِ الدَّاعِیَةُ، وَصَالَ الدَّهْرُ صِیَالَ السَّبُعِ الْعَقُورِ، وَهَدَرَ فَنِیقُ الْبَاطِلِ بَعْدَ كُظُومٍ، وَتَوَاخَی النَّاسُ عَلَی الْفُجْورِ، وَتَهَاجَرُوا عَلَی الدِّینِ، وَتَحَابُّوا عَلَی الْكَذِبِ، وَتَبَاغَضُوا عَلَی الصِّدْقِ. فَإِذَا كَانَ ذلِكَ كَانَ الْوَلَدُ غَیْظاً، وَالْمَطَرُ قَیْظاً، وَتَفِیضُ اللِّئَامُ فَیْضاً، وَتَغِیضُ الْكِرَامُ غَیْضاً، وَكَانَ أَهْلُ ذلِكَ الزَّمَانِ ذِئَاباً، وَسَلاَطَینُهُ سِبَاعاً، وَأَوْسَاطُهُ أُكَّالاً، وَفُقَرَاؤُهُ أَمْوَاتاً، وَغَارَ الصِّدْقُ، وَفَاض الْكَذِبُ، وَاسْتُعْمِلَتِ الْمَوَدَّةُ بِاللِّسَانِ، وَتَشَاجَرَ النَّاسُ بِالْقُلُوبِ، وَصَارَ الْفُسُوقُ نَسَباً، وَالْعَفَافُ عَجَباً، وَلُبِسَ الْأَسْلاَمُ لُبْسَ الْفَرْوِ مَقْلُوباً.